* مؤتمر ديرب نجم الثاني عشر ..
أجواء الصيف الملتهبة والنقاشات ساخنةمساندة الشعب السورى فى ثورته على الطاغية* تجليات الربيع العربي فى القصة والرواية والشعر والمسرح* ثورة يناير ومعضلة التغيير وتحليل خطابها على مائدة المؤتمرمصطفى عبدالله : دعوتنا واجبة لتوثيق ذاكرة الثورة ..
صيت المؤتمر وصل سراييفو وكوريا
ناصف : مؤتمر ديرب نجم يعد مؤتمرا تاريخيا وثانى اكبر مؤتمر
مصر فى الأقاليم بعد مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم - سيتم دعم المؤتمر من العام القادم على أن يكون
من الأنشطة الرمضانية
ناصف : مؤتمر ديرب نجم يعد مؤتمرا تاريخيا وثانى اكبر مؤتمر
مصر فى الأقاليم بعد مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم - سيتم دعم المؤتمر من العام القادم على أن يكون
من الأنشطة الرمضانية
* همت لاشين وبدر بدير ومحمد سليم الدسوقى وعماد قطرى
أسماء مكرمة
عقد بقاعة مجلس مدينة ديرب نجم مؤتمر تجليات الربيع العربي فى الإبداع
الأدبي وتعد هذه الدورة الثانية عشر من تاريخ المؤتمر ، وسط ظروف غاية فى الصعوبة
وبدون تمويل من هيئة قصور الثقافة رغم محاولات مستميتة قام بها أمينه العام
الأديب محمود الديداموني ود. نادر
عبدالخالق من جهة والشاعر سعد عبدالرحمن
رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وما بينهما من مسئولين كل فى موقعه .أهدى مركز
همت لاشين للثقافة والإبداع دعاية المؤتمر ودعواته .
تحدث الديداموني قائلا : يأتي مؤتمرنا بعد مرحلة فارقة فى تاريخ مصر ، أصبح
لدينا رئيس منتخب فى أول تجربةة ينتخب فيها الشعب رئيسه بحرية شبه كاملة ، فما
دامت هناك أمية تركض فى جسد الدولة ، وما دام الفقر يسكن الأزقة والحوارى والقرى
والنجوع ، لن يكون هناك الخيار الحر المعبر بحق عن طموحات النخبة والمثقفين فى
المدى القريب ، بإزالة أسباب التخلف ، نستطيع بما نملكه من طاقة أن نغير بعض ملامح
تلك الصفحة ، إذا ما كانت لدينا الإرادة لفعل ذلك ، والأدباء جزء لا يتجزأ من ذلك
كله ، ينفعلون مع كل لحظة ويأملون كغيرهم
فى غد أفضل ، رغم وجود الكثير من التحفظات لديهم ، فكان الشعر حاضرا بكل قوة فى
ركن من ميادين مصر. ليشكل وجدان الثورة ويرعى طموحها ويستثير همم الشباب ويعزف على
أوجاع الناس، فيكون الاستمرار. لذلك تظل ثورتنا مستمرة لتغيير وجه الحياة ، وسنظل
هنا فى ديرب نجم نحاول بكل قوة لتستمر شجرة الإبداع حاضرة مثمرة رغم محاولات
التعطيش أو اقتلاع الجذور .
بينما اكد رئيس المؤتمر الكاتب الصحفى مصطفى عبدالله فى كلمته على أن أهم واجب يتحتم على أمثاله من الكتاب النهوض
به، فى ظل هذه الظروف التاريخية التى تمر بها مصر، هو السعى بكل ما لديه من طاقة
للتأريخ لثورة 25 يناير، وتوثيق أحداثها الحقيقية والإتيان بالشهادات الحية من
أفواه الشباب الذين صنعوها، وهم يؤمنون بأنهم يهبون أرواحهم ثمناً لتحرير وطنهم
واسترداد ذواتهم ، بينما جاءت كلمة د. نادر عبدالخالق رئيس نادى الأدب فى صيغة تساؤلات
مفادها ماذا اكتسب الأدب من الثورة ، وماذا يمكن أن يستفيد ، وكيف لا نحافظ على
نقاط الضوء فى حياتنا ونستمر فى دعمها ، دعوة اطلقها من خلال كلمته للتأكيد على
القيم والأنشطة الثقافية الجميلة ووجوب دعمها واستمرارها لنتأكد ان هناك ثورة
بالفعل تظلل واقعنا .. ولن يكون ذلك إلا بالوعي والمشاركة الفعالة فى مشاريعنا
الثقافية والاجتماعية والسياسية والحضارية ، فى حين رحب محمد صلاح مرعى مدير عام
ثقافة الشرقية بالحضور، وكانت كلمة الأديب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الإقليم
مستعرضة لأهم إنجازات الإقليم فى الفترة السابقة رغم مرور أيام فقط على تسلمه رئاسته
.. وقال ناصف مؤتمر ديرب نجم مؤتمر تاريخي بما يحمله من عدد الدورات التى عقدها
وبما يملكه من كتاب للأبحاث بهذه القيم يماثل كتاب مؤتمر الإقليم ، وأضاف إنه بهذا
العدد من الدورات يعد ثاني اكبر مؤتمر فى أقاليم مصر بعد مؤتمر أدباء مصر فى
الأقاليم ، متقدما على مؤتمرات الأقاليم الثقافية الأخرى .
كرم المؤتمر فى نهاية هذه الجلسة الكتاب والشعراء والأدباء همت لاشين وبدر
بدير ومحمد سليم الدسوقى ود. احمد زلط
وعماد قطرى وسهير مكاوى ومنح المؤتمر درعه للكاتب مصطفى عبدالله رئيس
المؤتمر كما كرمته الهيئة العامة للقصور الثقافة بدرعها تقديراً لدوره فى دعم
الساحة الثقافية فى ربوع مصر على امتداد أكثر من 35 عاماً ،وقدم له الدرع التذكارى
رئيس الإقليم الثقافى نيابة عن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة.
الجلسة البحثية الأولى : قدمها الناقد د. محمد سيد على وتحدث فيها الناقد د. احمد يوسف على عن ثورة يناير ومعضلة التغيير، قائلا :
استطاع المصريون أن يتخلصوا من
الاستعمار بأشكاله المادية المعروفة ولكنهم تعثروا على مدار التاريخ الحديث
والمعاصر في مسألة إنجاز القضايا الفكرية الكبرى، فلم يحسموا حسما قاطعا لا
ردة عنه شكل الدولة هل هي دولة مدنية أو
دولة دينية وكان الإسلام هو الحاضر دائما في كل نقاش بوصفه نقطة خلاف أو استدلال
أو بوصفه موضع اتهام لدى بعض القوى ذات المرجعيات الفكرية اليسارية والليبرالية،
أو بعض القوى المناوئة للحضارة الإسلامية ومشروعها التاريخي أو المعاصر. وقدم أنموذجاً
مهماً فى تاريخ الفكر العربي يتمثل فى الدكاترة زكي مبارك الذى كان يعتقد أنه
مؤسسة بمفرده فقد قال زكي مبارك فى كتابه "رسالة الأديب" : أستطيع أن
أؤكد أن كثيرا من الأصنام التي تعبد في مصر والشرق ستحطم عما قريب. وسينشأ في مصر
والشرق جيل جديد يبني أحكامه وقوانينه على أساس التجارب والمشاهدات. وستهدم صروح
العظمة التي تبنى على أساس التوقر والتحفظ وخلق أسباب التبجيل وفرض الاحترام
بالأساليب الممجوجة التي تخلى عنها الغرب وداسها بقدميه يوم رغب في شرف الحرية
والإخاء والمساواة ويوم فضل الحقيقة المرة على الباطل المعسول .
فى حين قدم د. شكرى الطوانسي ورقته البحثية بعنوان تحليل خطاب الثورة يختتمها
بقوله : تتجلى تجربة الذات فى الثورة ـ ومعها ـ من خلال ما تنتجه من خطاب أو
خطابات لا تكف فيها عن ممارسة الوعى بذاتها وبالآخرين. إنها خطابات ليست بريئة ولا
مسالمة تماماً، لا تقدم واقعاً موضوعياً أو تاريخا (جديداً)، وليس هذا هو ما
يمنحها بعدها السياسى، وإنما هى خطابات تسيطر عليها أيديولوجيا الذات المنتجة،
تتحكم فى تشكيل صورة الذات والآخر والواقع والحقيقة، وإنتاج المعرفة بها جميعاً
وامتلاكها، مما يجعل من الخطاب مظهراً للسلطة والتحكم والتملك والسيادة ـ تلك التى
تتطلع إليها الذات فى ثورتها، أو ما تنتهى إليه أو ما تندفع نحوه. هذا الخطاب
الثورى (السلطوى) يمارس عنفاً، حكماً، تقييماً، توجيهاً.. يبدو فى كثير من الأحيان
متخفياً وراء إدعاءات بالمساواة، المواطنة، الصفح والعفو والتسامح.. إلخ.
ثم يقدم د. عبدالرحيم الكردي قراءة فى حالة حرب لأحمد عبده وفراشات تغازل
قوس قزح لمحمود الديداموني .. فيقول عنهما : مجموعتان قصصيتان متقاربتان رغم
اختلاف الموضوعين ، إذ نكاد نسمع طبول الحرب وهي تدق في عنوان المجموعة الأولى
ونكاد نسمع همس الموسيقا الحالمة التي تغازل بها الفراشات قوس قزح في عنوان المجموعة الأخرى ، على الرغم من ذلك
فإن المجموعتين معا وجهان للوحة واحدة هي
صورة الريف المصري ، بل حقيقة الإنسان المصري
، فالمصري إنسان وديع مسالم يحمل
بين جنبيه فؤاد فنان عاشق للطبيعة ، وفي الوقت نفسه كالنسر الجارح أبي شجاع لا ينسى الإساءة ولا يقبل الهوان.
جاءت الجلسة البحثية الثانية بإدارة الأديب فرج مجاهد متناولة مبحث الشعر
شارك فيها: د. محمد سالمان، مدير عام النشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب بدراسة
عن إيقاع الشعر فى قصيدة محمد سليم الدسوقى، فى حين قدم د. أسامة الشوربجى بحثا
يحمل عنوان استدعاء الشخصيات التراثية فى ديوان الشهادة الأخيرة للشاعر مصطفى
السعدني،
وقدم دكتور نادر عبدالخالق دراسة بعنوان ملامح الحداثة فى الشعر المعاصر من
خلال عرضه لأربعة نماذج من الشعراء هم د. صابر عبدالدايم وعماد قطرى ود. حمدى شتا
ومحمود الديداموني، وقدمت دكتورة عطيات أبو العينين دراسة بعنوان الحب والثورة عند
بدر بدير وصورة الذات العربية واختلال الأنية
في شعر رضا عطيه قراءة نفسية في فصول المقاومة والاستسلام، وقدم د. محمد
على سلامة بحثا حول شعر العامية بين وجع
الرحايا وتسابيح الفيض..الشعر اللى ما يصيبش بيدوش" من خلال ثلاثة دواوين : وجع الرحايا لأكرم عبدالسميع والشعر اللى ما يصيبش بيدوش لعلاء عيسى و الفيض
يرمي لنا التسابيح للشاعرة فاتن شوقي. ويبرر الناقد دمجه للعناوين الثلاثة فى
عنوان الدراسة قائلا : هذا الدمج له دلالته فالدواوين الثلاثة تشترك في أنها تنفي
همّا وطنيًا زال بفعل الثورة، ولكن بقدر فرحة الثورة كانت عملية نكأ الجراح، وهو
ما شاب فرحتها وأخر تحقيق منجزاتها، فالكل خرج يطالب بما كان محرومًا منه . بينما
تناولت جلسة السرد التى قدمها الأديب أحمد
عبده عدة أوراق بحثية للنقاد: د. إبراهيم
عبدالعزيز زيد وتناول رواية وغابت الشمس للسعيد نجم فى حين قدم الناقد إبراهيم
حمزة دراسة عن رواية ما تبقى من بدايات بعيدة للروائى محسن يونس، ومجموعة حقيبة
متربة وجورب أبيض للقاص حسام القاضى،
وأنصاف الآلهة لعطية عبدالخالق، ثم قدم الناقد صادق إبراهيم صادق قراءة نقدية فى
مسرحية يا ابن آدم للكاتب أحمد عبدالسلام المليجي ومونودراما عودة النوق العصافير
.. حيث ثار جدل كبير بين الناقد د. شكرى الطوانسى و صادق إبراهيم حول ماهية
المونودراما والمونولوج .. وحديث الذات مع الذات وكيفية حدوث ذلك على خشبة المسرح
ثم قدم الاديب محمود عرفات شهادة مهمة عن الكتابة ومعاناة الكاتب فى التقاط
اللحظة وسط الحظوظ العاثرة والتى ليس للإنسان او الكاتب دخل فيها، واعتبر نفسه من
مواليد جيل النكبة والوصول لانتصار شكلى من خلال محاولات عبدالناصر مرورا بالعدوان
الثلاثى وصولا للنكسة فى 1967م وقوله بأنها نكسة لا تمحوها قرون وستظل مصر تعانى
من جراء تلك الهزيمة وهذا الانكسار .. مؤكدا أنه شارك فى صنع النصر فى 73 باعتباره
احد جنوده معترضا على معاهدة السلام مؤكدا أن مسلسل الانكسار مستمر كما حدث فى
العراق 2003 .
اختتم المؤتمر بأمسية شعرية قدمها عبدالله الهادى ورضا عطية شارك فيها من
الشعراء: أحمد السلاموني وفاتن شوقى وبدر بدير ومحمد سليم الدسوقى وأحمد عبدالسلام
المليجي وإبراهيم حامد وهيثم منتصر وصفاء أحمد وحمادة هزاع وحاتم جمال .
ومن محافظة الدقهلية حرص على المشاركة فى أعمال المؤتمر الأدباء: على حليمة
وابو العينين شرف الدين ورضا عودة وعماد مجاهد ود. منتصر دويدار وسعيد نجم ومن
الإسكندرية: د.مدحت الشهيدى، ومن الغربية:
محمد لاشين والقاهرة رونا صبري .
ومن
الشرقية: احمد لاشين والمخرج المسرحى محمد على ومحمد فياض وجمال النصيرى وبهاء نور
الدين .
وكان العراق حاضراً من خلال الشاعر على مولود الطالبي.
وخرجت عن المؤتمر توصيات أهمها ، مساندة الشعب السورى فى ثورته ضد الطاغية
وآلة الإبادة العسكرية ، وضرورة مساندة مصر شعبا وحكومة للشعب السورى فى مواجهة
القمع .
كفالة حرية الرأى للجميع فلا مصادرة ولا قمع لحرية الرأى والفكر والعقيدة ،
وأيضا اوصى المؤتمرون بوجوب رصد ميزانية خاصة لمؤتمر ديرب نجم كونه رائد مؤتمرات
اليوم الواحد فى مصر وثاني أكبر مؤتمرات مصر الأدبية فى الأقاليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق